يسأل أحد القراء هل يمكن للجهاز المناعى أن يهاجم الجسم نفسه، وهل يمكن علاجه؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة قائلا:
"الجهاز المناعى عادة ما يملك المقدرة على معرفة العدو من الحبيب، أو بمعنى آخر يستطيع أن يفرق بين الخلايا التى تنتمى إلى الجسم نفسه فى الأعضاء المختلفة من أجهزة الجسم وبين أى جسم أو خلية غريبة عنه، وذلك عن طريق البصمة الجينية التى أسميناها "كلمة سر الليل" الموجودة على جدار كل خلية من خلايا الجسم، وبذلك يتمكن فقط من مهاجمة الخلايا والأجسام الغريبة عنه دون خلايا الجسم نفسه.
ولسوء الحظ وكما يحدث فى بعض الأحيان عندما ينزل الجيش بأوامر من قيادته ليضرب الشعب المنوط بحمايته يحدث أيضا أن الجهاز المناعى قد يهاجم عضوا من أعضاء الجسم أو أكثر فيسبب مجموعة من الأمراض تسمى أمراض المناعة الذاتية.
ويقول الدكتور عبد الهادى لقد بدأت التجارب العلاجية للوصول إلى علاج لبعض هذه الأمراض فبالنسبة لمرض ضمور العضلات والذى يؤدى إلى الشلل فقد تم تجريب إعطاء المريض جرعات من نفس تركيب البروتين المكون للغلاف الميلينى عن طريق الفم ومعها أجسام أحادية التفاعل تم تحضيرها عن طريق الهندسة الوراثية.
بالإضافة إلى مادة "بيتا انترفيرون"وقد تبين أن هذا العلاج قد أوقف الالتهابات المختلفة ومنع حدوث نوبات جديدة ومضاعفات للمرض وحدث تحسن ملحوظ للمرضى.
وهناك بعض التفسيرات الأخرى لحدوث أمراض المناعة الذاتية، فهذه الخلايا تخرج دون تمييز وتهاجم خلايا الجسم المختلفة وتسبب أمراض المناعة الذاتية، وهناك احتمال آخر وهو ربما تكون هناك عدوى بأحد الميكروبات التى تشبه فى تركيبها أحد أعضاء الجسم.
وعندما يهاجمها الجهاز المناعى تفرز أجساما مضادة فإن هذه الأجسام المضادة لا تهاجم الميكروب فحسب وإنما تهاجم معه العضو المشابه للميكروب فى التركيب وتدمره.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع